العالم غداة الحرب الثانية
تقديم
إشكالي :
تكتسي الحرب العالمية الأولى أهمية بــالغة في
تاريخ العالم المعاصر لأنها أحدثت عدة تحولات بأروبا و خارجها .تتجلى في المجالين
السياسي و الإقتصادي .
- ماهي مؤتمرات السلام ومعاهدات الصلح التي
إنعقدت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ؟
- ماهي التحولات التي خلفتها الحرب على مستوى
مكانة أوربا في العالم ؟
- ماهي التحولات المجالية التي أفرزتها الحرب
العالمية الأولى ؟
- كيف استغلت المستعمرات ظرفية الحرب العالمية
الأولى ؟
1-
مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح وأبعاد كل منهما :
1- مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح من الطراف
المنتهزمة :
* مؤتمر
فرساي : إنعقد مؤتمر فرساي بباريس بفرنسا سنة 1919 ،فردته الدول
المنتصرة في الحرب وهي انجلتر – فرنسا – إيطاليا – الــ و.م.ا وقد تميز هدا
المؤتمر بخلافات حادة بين الدول المنتصرة : انجلترا تدافع عن التوازن الدولي ،
الــ و.م.أ تسعى إلى تقرير مصير الشعوب المستعمرة فرنسا تسعى إلى إضعاف ألمانيا
،ايطاليا لم يكن لها أي إعتبار في هذا المؤتمر لأنها لم تحقق أي مكاسب .
=> لم تحقق مؤتمر فرساي الهداف المتوخاة
،إنما زاد من حدة التوثرات خاصة مع ألمانيا .
فرضت الدول المنتصرة معاهدات قاسية خاصة على
حلفاء المانيا .
*
المعاهدات التي فرضت على حلفاء ألمانيا : فرضت دول الحلفاء
المنتصرة معاهدات صلح بشروط قاسية على حلفاء ألمانيا :
-
النمسا هنغاريا : فرضت عليها معاهدة سان جرمان 10 شتنبر 1919 و تريانون
4يونيو 1920 ونصت هاتنان المعاهدتان عن فصل النمسا عن هنغاريا و تقليص قواتها
العسكرية و إقتطاع أجزاء منها لصالح الدول المجاورة .
-
بلغاريا : فقد فرضت معاهدة نوبي وقد نصت على إقتطاع أجزاء منها
لصالح اليونان .
-
الإمبراطورية العثمانية : خضعت لنفس مصير الدولتين السابقتين ، حيث فرضت
عليها معاهدة سيفر سنة 1920 ،ونصت على إقتطاع أجزاء منها لليونان وإقتطاع أجزاء
منها في إطار الإنتداب لصالح فرنسا وإنجلترا .
2- تحليل بنود معاهدة فرساي :
فرضت الدول الحلفاء في سنة 1919 معاهدة فرساي
على ألمانيا ،وقد تضمنت عدة شروط قاسية : سياسيا و عسكريا و مجاليا وماديا .
-
سياسيا : وضع المناطق الواقعة غرب نهر الراين تحت مراقبة قوات
الحلفاء لمدة 15 سنة .
-
مجاليا : إقتطاع أجزاء من ألمانيا لصالح فرنسا خاصة منطقتي
الألزاس و اللورين .
-
عسكريا : تقليص الجيش الألماني وإلغاء الخدمات العسكرية وإلغاء
السلاح الجوي .
-
ماديا : فرضت غرامة مالية على ألمانيا بإعتبارها المسؤولة عن
الحرب العالمية الأولى .
2-
التحولات السياسية الكبرى في أروبا بالعالم غداة الحرب العالمية الأولى :
1- التحولات السياسية الترابية على صعيد أروبا
من خلال مقارنة خرائطية :
خلفت الحرب العالمية الأولى تحولات سياسية و
مجالية تتجلى في :
- إنهيار الإمبراطوريات
التقليدية : النمسا – هنغاريا – الإمبراطورية العثمانية و ألمانيا حيث إقتطعت
أجزاء منها لصالح دول مجاورة .
- ضهور دويلات
جديدة : دول البلطيق ( ليتونيا – إستونيا – ليتوانيا ) – بولونيا – تشيكوسلوفاكيا –
يوغوسلافيا .
- عودة منطقتي
اللورين و الألزاس .
- تأسيس عصبة الأمم
لضمان السلم و الأمن العالميين .
- إصدار الرئيس
الأمريكي ولسون في إطار مؤتمر فرساي لمبادئه الأربعة عشر ، والتي تنص على حق
الشعوب في تقرير مصيرها .
- إستناد
الخريطة السياسية لأروبا على مبدأ القوميات.
- إلى جانب
التحولات تراجعت مكانة اروبا على المستوى الإقتصادي ،حيث لجأة إلى الإقتراض من
الــ و.م.أ لمواجهة الخسائر المادية و الإقتصادية التي خلفتها الحرب .
- تراجعت نسبة
مساهمة أروبا في التجارة العالمية فمن سنة 1913 إلى 1924، تراجعت واردتها من 65.6
إلى 57.2 .
2- التحولات السياسية بالمستعمرات :
تراجعت مكانة أروبا وزادت حاجتها إلى المواد
الأولية و المواد العدنية ، ولتجاوز هذه الأزمة لجأة إلى الإعتماد على سياسة
استعمارية ، مما أدى إلى بروز حركات مضادة للإستعمار خسرت إثرها أروبا العديد من
المستعمرات بإفريقيا و آسيا و بالمقابل ظهرت قوى استعمارية جديدة كالــ و.م.أ التي
وجهت إهتمامتها نحو أمريكا الجنوبية وخليج المكسيك ، واليابان التي وجهت إهتمامتها
نحو أجزاء من الصين و الهند .
خاتمة
:
أفرزت الحررب العالمية الولى تحولات سياسية و
إقتصادية إنعكست سلبا على بعض دول أروبا ، مما سيخلف بؤر توتر في العلاقات بينها
ستساهم في إندلاع الحرب العالمية الثانية .